ضبط مليون و 400أ لف حبة فى ميناء بنغازي وثلاث ملايين و800 ألف حبة في مطار بنينة

ضبط مليون و 400أ لف حبة فى ميناء بنغازي وثلاث ملايين و800 ألف حبة في مطار بنينة
محاولة تهريب مصنع صغير لإنتاج الفياجرا عبارة عن قوالب يمكن أن يوضع فيه ترابٌ ملون
جريدة الجماهيرية/ابتسام اغفير: ( بخمسين قرش ووازي ) هكذا سمعت بعض الباعة ينادون على الفياجرا في السوق في منطقة الفندق و الأقواس بشعبية بنغازي -فهي موضوعة إلى جانب البخور والحناء وباقي الأشياء التي تباع من قبل الباعة الوافدين، وزد على ذلك إنها تباع بأسعار رخيصة وزهيدة يعني في متناول الجميع وبلا خجل و لا حياء في شراءها هكذا تحدث إلى زوجي الذي جاء ليخبرني بأنه تحصل لي على موضوع لم يسبق لأحد أن تناوله من قبل في المجال الصحفي بالطبع، إذ قال لي: هل تصدقين إن الفياجرا ذلك العقارغالي السعر فيدول العالم الآخر، تباع لدينا بدينار واحد فقط وأين تباع ؟ في أكثر المناطق شعبية وانتشارا في بنغازي، وبدون وصفة وبدون طبيب، ماذا تريدين أكثر من ذلك تحقيق صحفي متميز سوف تقومين به إذا أنت أحسنت استخدام أدواتك الصحفية (( وتلك الأخيرة قالها بشيء من السخرية و التحدي )) إذ انه لمح لي إنني امرأة وفي مجتمعنا،لا يمكنني الخوض في مثل هذه الموضوعات.

ضعف وأدوية
كان أول ما بدر إلى ذهني هو الحصول على معلومات طبية حول هذا العقار الذي أصبح تناوله (( شعبي إلى حد كبير)) فقمت بزيارة لاستشاري أمراض المسالك البولية وعقم الرجال الدكتور سالم اهليس وحين دخلت كان سامي يجلس على مقعد الانتظار منهك القوى.

* الدكتور سالم ماذا لو تحدثنا عن الأسباب التي على أساسها تصرف عقار الفياجرا لمرضاك:
- يتم وصف عقار الفياجرا للضعف الجنسي عند الرجال، وهذا الضعف ينتج لعدة أسباب إما مرضية، وإما نفسية، وإما اجتماعية، وعند الحديث عن الأسباب المرضية نجد إن من أهمها وأكثرها انتشارا هما مرضي السكري وضغط الدم حيث إن الأخير لا يؤدي في حد ذاته إلى الضعف وإنما الأدوية التي يتم تناولها هي التي تؤدي إلى ذلك، إضافة إلى وجود نقص لدى بعض الرجال في الهرمونات الذكرية و هرمون الغدة الدرقية، او زيادة هرمون الحليب لدى البعض الآخر وفي هذه الحالات يمكن وصف عقار الفياجرا ولكن يجب أن يؤخذ بحذر شديد من قبل هؤلاء المرضى.

* قلت إن من ضمن الأسباب هناك السببين الاجتماعي والنفسي هل من الممكن أن تحدثنا عنهما ولو قليلا، ومن خلال تشخيص الحالات التي تزورك ؟
- على الرغم من إنني أحاول عدم الخوض في هذا الجانب إلا إنني أخبرك ببعض الأشياء وهي مهمة جدا لدى الشخص المصاب بهوس الضعف الجنسي، إن هذين العاملين مرتبطان ببعض فهناك بعض الأشخاص لا توجد لديهم ثقة بالنفس - على الرغم وفي أحيان كثيرة لا توجد لديهم مشاكل مرضية ــ إضافة إلى أشياء أخرى شخصية بين الرجل والمرأة فقد تجد بعض الرجال و بطبيعتهم ليست لديهم ميول اتجاه الطرف الآخر وهذا مترتب على عدة أشياء نشاء عليها منذ الصغر، وهناك أيضا المرأة التي لا تكون لديها القابلية إذ انه ومع مرور الوقت يشعر الرجل بالملل ويصبح هذا في حياته مجرد وظيفة روتينية فقط يؤديها، من خلال هذه الأسباب المرضية والنفسية الاجتماعية منفردة او مجتمعة نصف عقار الفياجرا للمريض.

((تباع بدون وصفة ))
لقد كان على التوجه إلى الصيدليات لمعرفة واقع ما تحدث إليه الطبيب المختص وكانت مفاجأة كبيرة أخبرتني بها احد الصيدلانيات حيث قالت:
- نعم نحن نبيع الفياجرا وبصراحة أي شخص يطلبها نعطيها له حتى بدون وصفة طبية، واقر واعترف أن هذا خطأ ولكن ماذا افعل.. صاحب الصيدلية يريد ذلك وأنا فقط هنا اعمل، وبصراحة لكي يكون ضميري مرتاح امنعها عن الشباب الصغار في العمر وخاصة حديثي العهد بالزواج واطلب منهم استشارة الطبيب قبل أخذها، وأخبرك شيئا آخرا قد تعجبين منه أن هناك شباب صغار أو أقول أطفال في مرحلة الإعدادية يطلبون هذا العقار ولا ادري ما هي الخلفية المتكونة لديهم حوله ولكن امنعه عنهم واطلب منهم الخروج من الصيدلية.

* بكم تبيعون الحبة ؟
- الحبة عادة الهندية أو السورية لا تتجاوز الدينار أما الأمريكية فثمنها دينار ونصف.

* إذا الفياجرا او الحبة الزرقاء كما يحب أن يسميها معظم الشباب تباع في الصيدليات و بدون وصفة طبية وتباع أيضا على البساطات في منطقة الأقواس و للتأكد من ذلك استطلعت بعض أراء الشباب حديثي العهد بالزواج حول كيفية حصولهم عليها، أوكلت مهمة الإجابة عن هذا السؤال إلى زوجي بعد أن أرفقت هذا السؤال بمجموعة أسئلة أخرى حيث حكى له ف، ع قائلا:
- بعد الزواج نصحني احد الأصدقاء بأخذ هذه الحبة بما إنني شخص لا يغادر البيت ( بيتوتي ) فإنني أفضل تناولها.

* كيف تحصلت عليها ؟
- أخذتها من الصيدلية، شعرت بالخجل والإحراج أول مرة ولكن عندما سألتني الصيدلانية عن صناعتها تشجعت فاخترت النوعية الأقوى.

* كم ثمن الحبة ؟
- من 6 دينارا إلى 4 دينارات وكنت أخذها مرة واحدة في الأسبوع.

- فيما قال له ع، ث:
جربت الفياجرا مرة واحدة أخذت نصف حبة من صديق احضرها من الصيدلية وسمعت أن أسعارها تبدأ من 1.5 دينارا لتصل إلى 10 دينارا، المهم بعد أن أخذت نصف الحبة ازدادت نبضات قلبي واتسعت عيناي فخفت كثيرا ولم اعد لاستخدامها مرة أخرى.

أكثر من حبة
* البعض اخذوا الحبة دون استشارة الطبيب وحصلت لهم بناء على ذلك عدة مضاعفات وهذا دعاني للعودة إلى الدكتور سالم ليحدثنا عن المضاعفات التي تسببها هذه الحبة عندما يتم تناولها بشكل عشوائي:
- الفياجرا لها تأثيرات خطيرة لو أخذت في غير التشخيص الذي وصفه الطبيب المختص بطريقة صحيحة، ولو أخذت بكميات كبيرة، ولو تم أخذها من قبل أناس لا يتحملون تأثيرات المركبات الكيميائية التي توجد بها، التي لها تأثير مباشر على القلب وعلى الأوعية الدموية فممكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وقد سجلت حالات وفاة حقيقة، خاصة لمن يعانون من أمراض القلب فبالتالي لابد أن تؤخذ بجرعات معينة وتحت إشراف طبيب مختص وتصرف بوصفة طبية وان تؤخذ في أوقات معينة و لا تؤخذ أكثر من حبة واحدة في اليوم فهناك مثلا من يأخذ حبة وبعد قليل يأخذ حبة أخرى وهكذا، وهذا خطأ ففي الأربعة وعشرين ساعة يجب أن لا يزيد على الحبة الواحدة أما 50 ملغرام أو 100 ملغرام على حسب الحالة ولذلك فان الطبيب المختص هو الذي يحدد للمريض هذه الأشياء من خلال الكشف وطرحه لعدة أسئلة على المريض ومن خلال التعرف على حالته الصحية وحالته النفسية وبناء عليه يصف له العقار وهذا لتجنب المضاعفات والتي منها وجود " زغللة " في العينين وضيق في التنفس وصداع وحرارة مرتفعة في جسمه وخاصة في منطقة الرقبة والرأس واختلال في نبضات القلب وهناك أمراض نفسية أخرى فالذي يأخذ الفياجرا ربما يرتاح نفسيا حين أخذها هذا يعد نوع من الإدمان له.

حالات
* هل تحدد كعلاج لفترة معينة للمريض أو تستمر معه ؟
- وهنا نرجع مرة أخرى إلى الطبيب المختص فلو أخذت عن طريقه فهو الذي يحدد ذلك فهناك حالات تأتي عرضية وبسرعة ومجرد أن يأخذ الشاب هذه الحبة في فترة معينة تزول الأعراض المرضية ويعود إلى حياته الطبيعية وهناك حالات ممكن أن تستمر معهم مدة أطول، مثل الحالات المزمنة التي تعاني من مرض السكري، و هنا تأتي معهم نتائج جيدة خاصة إذا لم يكونوا يعانون من أمراض أخرى مثل مرض الضغط أو القلب وغيرها، والشرايين سليمة حيث أن عمل الفياجرا هنا توسيع الشرايين الموجودة في الذكر وهذه تجعل كمية الدم تضخ بكميات كبيرة وهذا يساعد على الانتصاب بطريقة سليمة لكن إذا احتاج إلى مدة طويلة للانتصاب بعد تناول العقار، فان هناك أسباب مرضية أخرى فقد يكون لديه خلل في الهرمونات، خلل في الأوردة أو الشرايين أو خلل في الحالة النفسية،أو خلل في الأعصاب وأكثر شيء يؤثر في الأعصاب التي توصل إلى القضيب هي داء السكري، فعندما نصل إلى تشخيص سليم نعطي الدواء، لكن الذي يأخذه دون إستشارة طبيب تحدث له مشاكل.

معروضة على الأرصفة
* حين خرجت من العيادة متوجهة إلى جهاز الحرس البلدي بنغازي - رأيت الشباب الذين يجلسون في المقاهي وفي (( الشوكات ))، أكيد أن حال سامي بعد التخرج كانت كحالهم الآن - أمر الآن بالفندق البلدي وارى الحبوب المضروبة منتشرة على البسطات التي تبيع كل شيء لابد أن الحرس البلدي قد صادر كميات كبيرة منها وحين التقيت بالعميد محمد حميدان الهوني مدير فرع الجهاز حدثني قائلا:
-أولا أريد أن أشير إلى أن منطقة الفندق والأقواس هي سوق يتجمع فيها عدد كبير من الناس، وبما أن عمل الحرس البلدي ينحصر في مراقبة ما هو معلن ومنظور فإننا إلى الآن لم نمسك بعقار الفياجرا يباع علنا في السوق حيث انه يشاع فيما يشاع إنها تباع علنا وفي كل الأوقات ولكن عندما نقوم بالتحري والتفتيش فإننا لا نعثر على شيء.

* ولكن هناك معلومات صحيحة حول بيعها علنا ؟
- ربما تكون معلوماتك صحيحة ولكن كما قلت لك أن عملنا ينحصر في مصادرة كل ما هو معلن ومنظور وبذلك والى الآن لم يصادف أن تم مصادرة عقار الفياغرا.

* الم يخطر لكم تفتيش الباعة هناك والبحث عنها ربما يخبئونها عندما تأتون ؟
- طبيعي جدا أن يخفوا البضاعة غير معتادة التداول، ولكن مهمة التفتيش ليست من اختصاصنا وإنما أعيد وأقول عملنا ينحصر في ما هو معلن ومنظور، فلماذا لا تذهبين إلى مديرية الجمارك لمعرفة كيف تدخل هذه الأدوية إلى البلاد هم المسؤول الأول عن ذلك ؟

مليون وأربعمائة حبة
كانت الميناء تعج بالشاحنات والحاويات التي تحمل مختلف البضائع، والتقيت هناك بالمقدم مسعود عبشة مدير إدارة التفتيش بمركز جمرك ميناء بنغازي البحري الذي حدثنا عن الكميات التي تم مصادرتها من هذا العقار وإنها لكميات كبيرة:
- خلال الفترة الماضية تم تكليفنا من قبل رئيس مركز جمرك ميناء بنغازي البحري بتفتيش محتويات احد الإقرارات الجمركية لذلك ذهبنا إلى موقع الإقرار بمنطقة قنفودة وقمنا بفتح الحاويات المذكورة فوجدنا بها عدد 90 كرتونا خاصة بالبطاطين، ووجدنا بنهاية الحاوية عدد 40 كرتونا وتفاجئنا إذ وجدنا محتوياتها أدوية من نوع فياغرا وعند فتح 30 كرتونا وجدنا إن كل كرتون به 1000 استيكه وكل استيكه بها 10 أشرطة وكل شريط به 4 حبات فياغرا، وعشرة كراتين بها 25 علبة، وكل علبة بها 20 استيكه وكل استيكه بها 10 أشرطة وكل شريط به 4 حبات فياجرا ليكون العدد الإجمالي هو 1.400.000 مليون وأربعمائة ألف حبة دواء نوع فياغرا.

* ماذا فعلتم بهذه الكمية ؟
-إلى الآن مازالت كما هي، لأنه من المفترض أن تشكل لجنة وهذه اللجنة تتكون من خمسة أعضاء هم من الحرس البلدي والجمرك، ومراقبة الأغذية والأدوية، وأمانة الصحة،، ونحن بصدد تشكيل هذه اللجنة من اجل إعدام هذه الكمية.

* ألا تخافون من تسرب هذه الكمية إلى السوق ؟
-هذا مستحيل لأنها تقع تحت حماية رجال الجمارك وبالتالي هي تحت مسئوولية أمين المخزن الذي لا يدخل احد إليه إلا بإذنه.

* ولكن الفياغرا منتشرة في السوق السوداء فمن أين تأتي ؟
- ربما عن طريق المطار فهناك تجار ربما يجلبونها معهم في حقائب سفرهم التي يحملونها إلى الطائرة أي صحبة راكب.

ثلاثة مليون وثمانمائة حبة
بعد مشوار دام ربع ساعة وجدت نفسي على ارض مطار بنينا الدولي والتقيت برئيس مركز جمرك مطار بنينا الدولي الذي عقد حلقة نقاش حول الكميات التي تم مصادرتها من عقار الفياجرا شملت رؤساء الأقسام حيث كانت الكلمة الأولى للمقدم فضيل الزوي رئيس مكتب الإجراءات بمركز جمارك مطار بنينا الدولي الذي تحدث إلينا حول الموضوع قائلا :
- الأدوية بشكل عام محظور استيرادها إلا على قنوات معينة لديها تراخيص بالإضافة إلى الشركة العامة للأدوية أما التي تدخل في بعض الأوقات فانه يتم ضبطها عن طريق أشخاص يجلبونها غير مرخص لهم و والكمية إلى تضبط في العادة تحال إلى الشركة العامة للأدوية أما يستفيدون منها بعد تحاليلها وإذا أظهرت النتائج إنها غير صالحة للاستهلاك البشري تحال إلى الجمارك وهناك لجنة تسمى لجنة الإتلاف وتقوم بإتلافها.

* فيما يخص عقار الفياجرا هل تم ضبط كميات لديكم هنا في المنفذ الجوي ؟
- ضبطت كميات بسيطة ولكن هناك ضبطية بها 11 طردا وتحتوي هذه الطرود على 760 ألف شريط حبة فياغرا وكل شريط به 5 حبات من هذا الدواء ليصبح المجموع حوالي 3.8000.000 ثلاث مليون وثمانمائة حبة فياجرا ولكن صاحبها لم يأتي لاستلامها موجودة في المخازن الآن.

* كيف عرفتم إنها فياجرا هل واضحة إنها كذلك أم إنها مخفية وراء شيء آخر ؟
- لم تكن واضحة إنها فياجرا وإنما جاءت على أساس إنها طرود، وفي بوليصة الشحن مسجلة على إنها ملابس وتوفرت عنها معلومات لدى المركز فقاموا بتشكيل لجنة لجردها وتفتيشها وعندما قاموا بذلك وجدوا أن الملابس عبارة عن تغطية وباقي الكمية الموجودة في الطرود عبارة عن حبوب الفياجرا وهي إلى الآن موجودة لان احد لم يباشر في أخذها أو يتم إجراءاتها ولم يأتي أمر تسليم له لان الجمارك لا تباشر تفتيش البضائع إلا بعد موافقة الشركة الناقلة تعطي أمر تسليم لصاحب البوليصة وهنا يبدأ رجال الجمارك في إجراءات البضاعة وتفتيشها.

* فيما يخص الذين يحضرونها في حقائب السفر ( الصاكوات ) هل هم أناس عاديون أو هم تجار ؟
- التاجر لم يحصل إلى الآن إن تمت ضبطية حول هذا الموضوع وخاصة في المطار لأنها تأتي صحبة راكب في الحقائب المحمولة معه في الطائرة.

* هل تم ضبط كميات كبيرة أو محدودة في ذلك ؟
- لا ليست كميات كبيرة من 1000 حبة إلى 3000 حبة تقريبا.

* 3000 حبة يعني 3000 دينارا إذا قلنا إن الحبة بدينار وهذا ليس بالمبلغ البسيط إذا حصل عليه بمجرد إدخال هذه الحبوب عبر المطار ؟
- نحن لا ننظر إلى سعرها وإنما ننظر إليها ككمية وأنها ليست كبيرة مقارنة بثلاث مليون حبة، و لا اعتقد انه في المطار قد تحصل عمليات تهريب كون البضائع التي تأتي صحبة راكب تمر على أجهزة خاصة.

* هل تحددون كميات معينة ليتم ضبطها من قبلكم أم أن العملية مفتوحة أي دواء يتم ضبطه والحجز عليه ؟
- الأدوية بشكل عام محظور استيرادها عن طريق الأشخاص ولكن الاستيراد يتم عن طريق شركات مصرح لها أو عن طريق الشركة العامة للأدوية.

* متى لاحظتم أن الفياجرا بدأت تدخل للبلاد ويتم جلبها عن طريق هؤلاء التجار ؟
- ممكن من سنة 1990ف بدا تداولها في السوق تقريباً، وللأسف هي الآن موجودة في جميع الصيدليات وفي السوق السودة أيضا تباع على الأرصفة، في الفترة الماضية حصل معي موقف في الصيدلية حيث كنت هناك لأخذ بعض الدواء فوجدت شخص واقف لديه أكياس سوداء ويتفاوض هو والصيدلي على هذه الأكياس فإذ بها فياجرا يريد بيعها له وعندما سالت الصيدلي قال لي أن هذا دواء عادي ولكن قمت بضبطها واتخذنا حياله الإجراءات اللازمة.

ألة لصناعة الفياجرا
-الفياجرا منتشرة في الأسواق الشعبية بشكل كبير وهذا الانتشار لم يتوقف عند حد جلبها كسلعة مهربة فقط وإنما قام بعض الأشخاص بإحضار مصنع وهذا ما حدثنا عنه الأستاذ مفتاح الشبلي رئيس مكتب المراجعة بمركز جمارك مطار بنينا قائلا:
-ريد أن أؤكد لك هنا انه لا يمكن أن يتم الإفراج عن أي بضاعة خاضعة لرقابة الأدوية أو لرقابة الجهات الأخرى إلا بعد إحضار الموافقة، ولكن قد يحدث أحيانا التهريب بطريقة أو بأخرى هذا لا أستطيع تأكيده لك، و لا أستطيع الخوض فيه ولكن الذي يقدم إجراءاته يجد إجراءات منتظمة وهذه الإجراءات ليست صعبة وهناك محاولات تهريب حصلت ومحاولة استخراج مصنع صغير لتصنيع الفياجرا وهو عبارة عن قوالب تأخذ شكل الفياجرا تماما ويتم وضع الخلطة ربما تكون حتى تراب ملون بلون الفياجرا ومعه السولفان الذي يتم لفه به ويتم ضغطه بطريقة أو بأخرى، المهم إننا اشتبهنا في هذا الشيء وقمنا بالتحقيق مع صاحبه ولم نتوصل معه إلى شيء فتم إحالة الموضوع إلى النيابة وهو الآن تحت الإجراء ونحن من ناحية الأدوية حريصون جدا أن لا يتم تسريب أي نوع حتى ولو كانت لشخص واحضرها مثلا لوالده المريض وهذا دواء قلب نحن في هذه الحالة نعرضه على الهيئة وهي التي تقرر إما نعطيه الدواء أو لا نعطيه له صحيح انه يمكن جلبه لوالده ولكن ما الضامن لي انه لا يتسرب إلى السوق.

* نحن بصراحة ليس لدينا علاقة بالعمل الذي يحدث في الصالة إلا عن طريق إيصال بالحجز فعندما نستلم هذا الإيصال نقوم بعمل الإجراءات اللازمة بالخصوص شيء ليس محجوز لا أستطيع الخوض في غماره والحديث عنه لأننا لا نستطيع إثبات شيء معين فالذي يتم ضبطه يتم ظبطه والذي لا يتم ضبطه لا تستطيع التحكم فيه.

الاتفاق هو الأساس
- انتقلنا بعد ذلك إلى المخزن حيث وجدنا أن هناك 28 طردا موضوعة في واجهته وحين سألت عنها اخبروني أن هذه فياجرا وهي صناعة هندية وكل طرد به 760 ألف شريط وكل شريط به 4 أقراص فياغرا، تلمست الطرود فإذا بها قديمة تدل على طول مدة مكوثها هنا وحين سألتهم عن السنة التي تم فيها ضبط هذه الكمية أجاب احد المشرفين على المخزن من حرس الجمارك إن لها أربع سنوات.

* أربع سنوات ومازالت كما هي لم يتم إتلافها أو إعدامها ما سبب ذلك ؟
- أجاب ضابط الجمارك بأنهم ينتظرون أن تشكل اللجنة أولا وهي التي تقرر إعدامها.

* وهل تأخذ هذه اللجنة كي تتشكل مدة أربع سنوات أليس هذا كثير ؟
- ليست عملية أربع سنوات وإنما الاتفاق هو الأساس.

- ولكن مدة أربع سنوات مدة طويلة جدا وهذا شيء مغري خاصة إذا علم احدهم من العاملين هنا بالمردود المالي الكبير لها ربما بدا في تسريبها وبيعها و إلا فما سبب تواجدها في السوق ؟
كما أن لا تنسي المنفذ البري الذي تحدث فيه عمليات تهريب كبيرة خاصة أن هناك مهربون يعملون لذلك خصيصا على المنافذ البرية.
- أيضا نحن نتحفظ على البضاعة حتى يأتي إلينا صاحبها حيث لدينا أشياء اسمها قيود جمركية حتى يقدم صاحبها إقراره وننظر إلى البضاعة فان كانت غير محظورة وعليها قيود فانه تشكل لجنة ويتم النظر فيها وبعد أن تتم الموافقة عنها يتم الإفراج عنها وإذا ا كانت محظورة يتم مصادرتها ويتم التصرف في البضاعة بعد ستين يوما حيث لم يعد للشخص الحق بالمطالبة بها.

مخازن للاتلاف والبيوع
-بعد هذا التحقيق بفترة تم تغيير طاقم العمل الذي أفادنا بالمعلومات سابقا لذلك التقينا بعقيد مهندس حافظ الشيخي رئيس قسم البضائع العامة بمركز جمرك المطار الذي اخبرنا انه تم نقل البضائع والأدوية المحجوزة إلى منطقة ابوفاخرة حيث توجد مخازن لجنتي البيوع والإتلاف وانه إلى الآن لم يتم حجز او مصادرة أي دواء من نوع فياجرا إضافة إلى تأكيده لنا على أن مخازن جمارك المطار خالية من هذه البضائع.

يسفونها مع أي شيء
- في كل هذه الرحلة الطويلة لحبة الفياجرا منذ دخولها إلى ليبيا إلى تناول الشباب لها حتى إنهم يضعونها في الشاي و الخمرة ( و مع أي شيء ( يسفونها )، لم يلفت انتباهي إلا محاولة تهريب المصنع الخاص بتصنيعها انه مصنع بمعنى الكلمة لا ينقصه شيء سوى تركيبه والعمل به ولكن دون مواد خام لذلك توجهنا إلى منطقة أبو فاخرة حيث التقينا بالعقيد احمد يونس عبد الونيس رئيس لجنة البيوع الجمركي بنغازي البطنان الذي قادنا إلى المخزن الذي تم فيه حجز آلة تصنيع الفياجرا كما سموها إذ إنهم قالوا إنها ليست مصنع بل هي آلة عموما لاتهم التسميات، وجدنا الآلة وحدثنا عنها قائلا جاءتنا آلة ولكن لم تذكر في المذكرة ما هي الآلة وفي ماذا تستخدم وحين يتم تحويل أي بضاعة مستوردة بصفة غير قانونية يتم تحويلها إلى لجنة البيوع فإذا لم تصلح للبيع يتم تحويلها إلى لجنة الإتلاف التي بدورها تقوم بإتلافها.

* كم هي المدة المخصصة لبيع او إتلاف البضائع الموجودة لديكم ؟
- هي المدة القانونية المعروفة ستون يوما.

* لماذا لم يتم بيعها إلى الآن ؟
- لأننا لم نجد من يشتريها، فماذا يفيد أن يشتري شخص آلة بدون مادة خام.

* الم ترفق مع هذه الآلة مادة خام ؟
- لا، فربما الذي قام بجلبها شخص غير متخصص في المجال الطبي وممكن يضع أي شيء في هذه القوالب ويقول إنها فياغرا.

لايمكن السماح بتسربها
* انتقلنا بعد ذلك إلى مخزن آخر حيث التقينا بمساعد ضابط أول أمين مخزن بلعيد الشواي الذي حدثنا عن عقار الفياجرا الذي تم تحويله من جمرك المطار إليهم إذ قال:
- يوجد هنا في هذا المخزن حوالي 375 كرتونا يحمل أشرطة عقار الفياجرا.

* لماذا لم يتم إعدامها إلى الآن ؟
- إن عملية إعدام او إتلاف الأدوية عملية خطيرة وتحتاج إلى أفران خاصة إذا تقرر أن يتم الإتلاف عن طريق الحرق وبصراحة هذه الأفران لا تتوفر لدينا لأنه لوتم إعدامها بطريقة الحرق سوف يسبب الحريق الدخان مما ينتج عنه حدوث تلوث الهواء وتسممه.

* إلا تخافون أن يتم تسريب شيء من هذا إلى الخارج أي إلى أيدي الباعة في السوق السودا كما يقولون ؟
- لايمكن تسربها من هذا المخزن بالذات فنحن حريصون كل الحرص على عدم حدوث ذلك إذ لا يدخل احد إلى هنا.